للَّهُمُّ اِجْعَلْ الْقِرَانَ الْعَظِيمَ رَبِيعُ قَلُوبُنَا وَنُورُ صُدُورُنَا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للَّهُمُّ اِجْعَلْ الْقِرَانَ الْعَظِيمَ رَبِيعُ قَلُوبُنَا وَنُورُ صُدُورُنَا


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دروس منتقاة من سورة الحجرات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

دروس منتقاة من سورة الحجرات Empty
مُساهمةموضوع: دروس منتقاة من سورة الحجرات   دروس منتقاة من سورة الحجرات Icon_minitimeالأحد يناير 19, 2014 2:51 pm



دروس منتقاة من سورة الحجرات Images17



سورة الحجرات سورة جليلة تتضمن حقائق كبيرة من حقائق العقيدة والشريعة ومن حقائق الوجود الإنساني، حقائق تفتح للقلب وللعقل آفاقاً عالية وآماداً بعيدة، وتثير

في النفس والذهن خواطر عميقة ومعاني كبيرة، وتشتمل من مناهج التكوين والتنظيم وقواعد التربية والتهذيب ومبادئ التشريع والتوجيه ما يتجاوز حجمها وعدد

آياتها مئات المرات. وهذه المعاني تشترك بها بقية سور القرآن فلماذا سورة الحجرات دون غيرها ؟ وقد أجاب على هذا السؤال الأستاذ سيد قطب ـ رحمه الله ـ

حيث قال وقد اقتبسنا هذه المقدمة من ظلاله المباشر وغير المباشر: " تبرز ـ أي هذه السورة ـ أمام النظر أمرين عظيمين للتدبر والتفكر: وأول ما يبرز

للنظر عند مطالعة السورة هو أنها تكاد تستقل بوضع معالم كاملة لعالم رفيع كريم نظيف سليم متضمنة القواعد والأصول والمبادئ والمناهج التي يقوم عليها هذا

العالم، والأمر الثاني: هو هذا الجهد الضخم الثابت المطرد الذي تمثله توجيهات القرآن الكريم والتربية النبوية الحكيمة لإنشاء وتربية تلك الجماعة المسلمة، هذه

الجماعة المثالية التي تمثلت حقيقة واقعة في فترة من فترات التاريخ لم تنبت فجأة ولم توجد مصادفة "[1].



سورة الحجرات سميت في جميع المصاحف وكتب السنة والتفسير سورة الحجرات وليس لها اسم غيره ووجه تسميتها أنه ذكر فيها لفظ الحجرات، ونزلت في

قصة نداء بني تميم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء حجراته فعرفت بهذه الإضافة، وهي مدنية باتفاق المفسرين ، وحكى السيوطي في الإتقان قولاً

شاذاً أنها مكية ولا يعرف قائل هذا القول. وهناك عدة روايات لأسباب نزول هذه السورة حيث أن بعض الآيات ورد فيها أكثر من سبب من أسباب النزول

بعضها صحيح والآخر ضعيف، وأصح الروايات في نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ

بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}[2]، أنها نزلت في أبي بكر وعمر في قصة بني تميم كما في رواية البخاري عن ابن أبي مليكة قال: كاد

الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر، رفعا أصواتهما عند النبي حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس، وأشار الآخر برجل آخر فقال أبو

بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر: ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما، فأنزل الله هذه الآية[3]، وهناك أسباب أخرى سنتطرق لواحدة منها في سياق

كلامنا بإذن الله تعالى.



أغراض هذه السورة يقول عنها ابن عاشور في تفسيره ( التحرير والتنوير ): " تتعلق أغراضها بحوادث جدت متقاربة كانت سببا لنزول ما فيها من أحكام

وآداب وأولها تعليم المسلمين بعض ما يجب عليهم من الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم في معاملته وخطابه وندائه دعا إلى تعليمهم إياها ما ارتكبه وفد بني

تميم من جفاء الأعراب لما نادوا الرسول من بيوته، ووجوب صدق المسلمين فيما يخبرون به والتثبت في نقل الخبر مطلقا وأن ذلك خلق المؤمنين ومجانبة

أخلاق الكافرين والفاسقين "[4].


ولست بصدد تفسير هذه السورة، ولكن سأقف معها وقفتين نتلمس فيها الدروس والعبر:

الدرس الأول:

مع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[5]، هذه الآية افتتحت بنداء المؤمنين للتنبيه على أهمية ما

يرد بعد ذلك النداء لتترقبه أسماعهم بشوق، ورد في الأثر: إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك فإنما هو أمر تؤمر به أو نهي تنهى عنه.

ووصفهم بالذين آمنوا جاء مجرى اللقب لهم مع ما يؤذن به أصله من أهليتهم لتلقي هذا النهي بالامتثال ولهذا جاء بصيغة الفعل الماضي الدال على تأصل

الفعل في النفس وتمكنه منها، مع التأكيد على أن النفس مجبولة على سماع من يمدحها بما فيها.

ولقد وردت أقوال عن السلف في تفسير هذه الآية: قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كما روى عنه الطبري: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة، وقال مجاهد: لا

تفتاتوا على رسول الله بشيء حتى يقضيه الله على لسانه. وقال الضحاك: لا تقضوا أمراً دون الله ورسوله من شرائع دينكم[6]. قال الطبري موضحاً هذه

المعاني: " لا تعجلوا بقضاء أمر في حروبكم أو دينكم قبل أن يقضي الله لكم ورسوله فتقضوا بخلاف أمر الله وأمر رسوله "[7]. قال ابن العربي المالكي: "

هذه الآية أصل في ترك التعرض لأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وإيجاب اتباعه والاقتداء به ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: مروا


أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس من البكاء فمر علياً ـ وفي رواية لمسلم فمر

عمر ـ فليصل بالناس. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس. يعني بقوله: صواحب يوسف الفتنة بالرد

عن الجائز إلى غير الجائز "[8].


وصور التقدم بين يدي الله كثيرة، منها:

1) التقدم بالكلام كما نقلنا كلام ابن عباس، وقال قتادة: ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل في كذا لو وضع كذا وكذا وهذا من القول وهو باللسان.

2) ومنها التقدم بالفعل: كما قال سفيان: لا تقضوا أمراً دون رسول الله بقول أو فعل.

3) التحاكم إلى غير شرع الله تعالى: والأدلة في هذا كثيرة، منها ما تقدم معنا من أقوال السلف، ومنها دلالة الآية نفسها، ومنها قوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ

أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[9]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فالحكم لله وحده ورسلُه يبلغون عنه، فحكمهم حكمه،

وأمرهم أمره، وطاعتهم طاعته، فما حكم به الرسول وأمرهم به وشرعه من الدين وجب على جميع الخلائق اتباعه وطاعته؛ فإن ذلك هو حكم الله على خلقه

"[10]، وقال الشنقيطي: " والمعنى لا تتقدموا أمام الله ورسوله فتقولوا في شيء بغير علم ولا إذن من الله، وهذه الآية الكريمة فيها التصريح بالنهي عن

التقديم بين يدي الله ورسوله، ويدخل في ذلك دخولاً تشريع ما لم يأذن به الله، وتحريم ما لم يحرمه، وتحليل ما لم يحلله؛ لأنه حرام إلا ما حرمه الله، ولا حلال إلا ما أحله الله، ولا دين إلا ما شرعه الله "[11].

ومفهوم الآية يدل على وجوب تقديم أمر الله وأمر رسوله، وإنما يكون ذلك بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وهذا من الأصول التي اتفق سلف هذه الأمة، وهي

أعظم نعمة أنعم الله بها عليهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " وكان من أعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة فكان من الأصول المتفق عليها

بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه، ولا ذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجده؛ فإنهم ثبت عنهم بالبراهين

القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم "[12].

ولهذا لما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - الفرقة الناجية من هذه الأمة بين أنها التي قدمت قول الله وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال كما في

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند أصحاب السنن: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة،

وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة "[13]، وفي رواية أخرى: " كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة

"[14]، وفي رواية أخرى مفسرة: " ما أنا عليه وأصحابي "[15].


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/7529/#ixzz2qlDrzxIM














الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
 
دروس منتقاة من سورة الحجرات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الفاتحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
للَّهُمُّ اِجْعَلْ الْقِرَانَ الْعَظِيمَ رَبِيعُ قَلُوبُنَا وَنُورُ صُدُورُنَا :: ( القرآن الكريم )-
انتقل الى: