للَّهُمُّ اِجْعَلْ الْقِرَانَ الْعَظِيمَ رَبِيعُ قَلُوبُنَا وَنُورُ صُدُورُنَا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للَّهُمُّ اِجْعَلْ الْقِرَانَ الْعَظِيمَ رَبِيعُ قَلُوبُنَا وَنُورُ صُدُورُنَا


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الناسخ والمنسوخ في القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: الناسخ والمنسوخ في القرآن      الناسخ والمنسوخ في القرآن  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 13, 2013 7:56 pm


  الناسخ والمنسوخ في القرآن  13500512

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Oo12



المقدمة
تعريف النسخ:

النسخ لغة: الرفع والإزالة. ومنه يقال: نسخ الكتاب. أي: رفع منه إلى غيره. ونسخت الشمس الظل: أزالته.

قال الزجاج: "النسخ في اللغة: إبطال شيء وإقامة آخر مقامه، تقول العرب: نسخَت الشمس الظل: إذا أذهبته وحلت محله"(1). ومثاله : آية: {إنا

كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}. [الجاثية/ 29].

كما يطلق على إزالة الشيء دون أن يقوم آخر مقامه، كقولهم: نسخت الريح الأثر(2)، ومثاله: آية: {ما ننسخ من آية أوننسها نأت بخير منها أو

مثلها}. [البقرة/ 106].

أما اصطلاحا: فقد اختلف المفسرون والأصوليون في تعريفه، ولعل تعريفه المستقر اصطلاحا أول من أظهره هو الإمام الشافعي في "الأم"، ولم يكن
مطردا قبله وإن كان موجودا(3).

وحدُّه عند حذاق أهل السنة: الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لولاه لكان ثابتا مع تراخيه عنه(4).

ومجموع ما يمكن أن يعرف به أنه: رفع حكم شرعي عملي جزئي، ثبت بالنص بحكم شرعي عملي جزئي ثبت بالنص وورد على خلافه، متأخر عنه في وقت تشريعه، ليس متصلا به(5).

أما مواضيعه وصوره فقد لخصها الإمام ابن عطية رحمه الله تعالى بقوله: "وصور النسخ تختلف؛ فقد ينسخ الأثقل إلى الأخف؛ كنسخ الثبوت لعشرة بالثبوت لاثنين".

"وقد ينسخ الأخف إلى الأثقل؛ كنسخ يوم عاشوراء والأيام المعدودة برمضان".

"وقد ينسخ المثل بمثله ثقلا وخفة. كالقبلة. وقد ينسخ الشيء لا إلى بدل؛ كصدقة النجوى"(6).


مشروعية النسخ:

والنسخ جائز على الله تعالى عقلا؛ لأنه ليس يلزم عنه محال (البداء مثلا)، ولا تغيير صفة من صفات الله (العلم الخالي عن الشك مثلا)، وليست

الأوامر معلقة بالإرادة فيلزم من النسخ أن الإرادة تبدلت، ولا النسخ لطرو علم، بل الله تعالى يعلم إلى أي وقت ينتهي أمره بالحكم الأول، ويعلم نسخه

له بالثاني(7).

فقد وردت دلائل النسخ في الكتاب والسنة؛

فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}. [البقرة/ 106].

وقوله تعالى: {وإذا بدّلنا آية مكان آية والله أعلم بما يُنزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون * قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت

الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}. [النحل/ 101، 102].

وقوله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}. [الرعد/ 39]. وصح عن عكرمة مولى ابن عباس قال: "{يمحو الله ما يشاء ويثبت}

قال: ينسخ الآية بالآية فترفع، {وعنده أم الكتاب}: أصل الكتاب"(Cool.

وقوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آيتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا

ما يوحى إلي}. [يونس/ 15]. ودلالة هذه الآية على المقصود في قوله: {ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي}..الآية، ففيها برهان على أن الله

عز وجل هو الذي يبدل الآية بالآية، لا سبيل إلى ذلك إلا بوحيه وتنزيله.

ومن السنة: تضافرت الروايات الثابتة من جهة النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم على أن النسخ قد وقع لبعض القرآن والأحكام المنزلة كما سيأتي

التمثيل له بطائفة منه.

وتواتر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النسخ والقول به.

كما ذهب إلى القول به عامة أئمة الإسلام من السلف والخلف، إلى أن قال ابن الجوزي: "انعقد إجماع العلماء على هذا، إلا أنه قد شذ من لا يُلتفت إليه"(9).

قال أبو جعفر ابن النحّاس: "من المتأخرين من قال: ليس في كتاب الله عز وجل ناسخ ولا منسوخ. وكابر العيان، واتبع غير سبيل المؤمنين"(10).

ورأى بعض العلماء أنه: لم يخالف في ثبوت النسخ أحد من أهل الإسلام، وأن ما نُسب إلى بعض المتأخرين فهو – على ندرته، كما أفتى به أبو مسلم

الأصفهاني المعتزلي – خلاف منهم في اللفظ لا المعنى(11).

وقال جدنا الإمام محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني رحمه الله في تفسيره: "وأنكره – النسخ – في القرآن أبو مسلم الأصفهاني المفسر،

وقد تعسف في الأجوبة عما وقع فيه؛ كنسخ القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وكمدة العدة من حول إلى أربعة أشهر وعشر. قال ابن كثير: وقوله

ضعيف مردود".



عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 15, 2013 4:58 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن      الناسخ والمنسوخ في القرآن  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 13, 2013 8:02 pm


  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Uuoo10


"والمسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله تعالى، لما له في ذلك من الحكمة البالغة، وكلهم قال بوقوعه"(12).

مكانة النسخ في علوم التفسير:


لا شك أن علم الناسخ والمنسوخ من أساسات علوم التفسير، ومن العلوم التي لا يقوم إلا بها، كما أنه لا يمكن معرفة الأحكام الشرعية الاستنباطية، وتفسير تعارض

النصوص إلا بمعرفته، ولذلك أفرد له علماء أصول التفسير وعلماء أصول الفقه مصنفات قديما وحديثا.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: "معرفة هذا الباب أكيدة، وفائدته عظيمة، لا يستغني عن معرفته العلماء، ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء؛ لما يترتب عليه من

النوازل في الأحكام، ومعرفة الحلال من الحرام. روى أبو البَخْتَري قال: دخل علي رضي الله عنه المسجد، فإذا رجل يخوف الناس؛ قال: ما هذا؟. قالوا: رجل

يذكر الناس. فقال: ليس برجل يذكّر الناس، لكنه يقول: أنا فلان بن فلان اعرفوني. فأرسل إليه فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟. فقال: لا. قال: فاخرج من

مسجدنا ولا تُذكّر فيه. وفي رواية أخرى: أعلمتَ الناسخ والمنسوخ؟. قال: لا. قال: هلكت وأهلكت. ومثله عن ابن عباس رضي الله عنهما"(13).



  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Uuoous10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن      الناسخ والمنسوخ في القرآن  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 13, 2013 8:18 pm




  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Oo12


أقسام النسخ في القرآن الكريم

   نسخ التلاوة والحكم معاً:رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:" عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن

خمس رضعات معلومات ، فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ من القرآن ". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة  

ا العمل به ، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.

   نسخ التلاوة مع بقاء الحكم: يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من

الله والله عزيز حكيم " ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي.

   ملاحظة : وهذان القسمان: (1- نسخ الحكم والتلاوة) و (2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم) قليل في القرآن الكريم ، ونادر أن يوجد فيه مثل هذان

القسمان ، لأن الله سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلاوته ، وبتطبيق أحكامه.


   نسخ الحكم وبقاء التلاوة: فهذا القسم كثير في القرآن الكريم ، وهو في ثلاث وستين سورة.

   مثاله :

   -1- قيام الليل :

   المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا }[المزمل: 1- 3].

   الناسخ: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ

فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} [المزمل:20].

   النسخ: وجه النسخ أن وجوب قيام الليل ارتفع بما تيسر، أي لم يَعُدْ واجباً.

   2- محاسبة النفس:

   المنسوخ: قوله تعالى: { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ } [البقرة: 284].

   الناسخ: قوله تعالى: { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا } [ البقرة:286 ].

   النسخ: وجهه أنَّ المحاسبة على خطرات الأنفس بالآية الأولى رُفعت بالآية التالية.

   -3- حق التقوى :

   المنسوخ: قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } [آل عمران: 102].

   الناسخ: قوله تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16].

   النسخ: رفع حق التقوى بالتقوى المستطاعة.

   ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة ؟

   إن القرآن كما يُتلى ليعرف الحكم منه ، والعمل به ، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى ، فيثاب عليه ، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.

   إن النسخ غالباً يكون للتخفيف ، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة ، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.

النسخ إلى بدل وإلى غير بدل

   النسخ إلى بدل مماثل ، كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الحرام : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } [البقر
ة :144].
   النسخ إلى بدل أثقل ، كحبس الزناة في البيوت إلى الرجم للمحصن ، والجلد لغير المحصن. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.

   النسخ إلى غير بدل ، كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم
.
   النسخ إلى بدل أخف ، مر معنا في الأمثلة السابقة ( قيام الليل ).



   


عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 15, 2013 5:00 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن      الناسخ والمنسوخ في القرآن  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 15, 2013 4:11 am



  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Oo11


أنواع النسخ

النوع الأول:نسخ القرآن بالقرآن ، وهو متفق على جوازه و وقوعه.

النوع الثاني: نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان.

          -1 نسخ القرآن بالنسبة الأُحادية ، والجمهور على عدم جوازه.

          -2 نسخ القرآن بالسنة المتواترة:

                   أ- أجازه الإمام أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد ، واستدلوا بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ

أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ } [البقرة: 180] فقد نسخت هذه الآية بالحديث المستفيض، وهو قوله

صلّى الله عليه وسلم: " ألا لا وصية لوارث " ولا ناسخ إلا السنة ، وغيره من الأدلة .

                   ب- منعه الإمام الشافعي ورواية أخرى لأحمد ، واستدلوا بقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ

بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } [البقرة: 106] قالوا : السنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله.

النوع الثالث: نسخ السنة بالقرآن:

   أجازه الجمهور، ومثلوا له بنسخ التوجه إلى بيت المقدس الذي كان ثابتاً بالسنة بالتوجه إلى المسجد الحرام. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.




عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 15, 2013 6:15 am عدل 5 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن      الناسخ والمنسوخ في القرآن  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 15, 2013 4:25 am


  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Oo11
جواز النسخ:

أجمع المسلمون على جواز النسخ مطلقا. واستدلّوا على ذلك بالنقل والعقل:

.أ- أما النقل:

فمنه قوله تعالى: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 106]

ننسها: نمحها من القلوب فهي صريحة بجواز النسخ، بل هي قد نزلت ردّا على الذين طعنوا في الشريعة الإسلامية بوقوع النسخ

فيها. وقوله تعالى: {وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [النحل: 101]

والتبديل هو رفع لأصل وإثبات لبدل، وهذا هو معنى النسخ. والآية صريحة في جواز ذلك، بل هي تنكر على من يتهم

الرسول

صلّى الله عليه وسلّم بالكذب بسبب وقوع ذلك في شرعه.

وفي الكتاب والسنة نصوص كثيرة تدلّ على جواز النسخ.

.ب- وأما العقل:

فهو أن العقل لا يمنع جوازه بل يقتضيه. وذلك لأن الله تعالى يشرّع الأحكام لتحقيق مصالح العباد، ومصالح العباد قد تختلف

باختلاف الأزمان، وليس مما يمنعه العقل أن يعلم الله تعالى المصلحة في عمل في زمن من الأزمان ويعلم عدم المصلحة فيه

في زمن آخر، وعلم الله تعالى في الحالتين قديم، فيأمر به في الزمن الأول وينهى عنه في الزمن الآخر، وهو سبحانه وتعالى

أعلم بمصالح العباد.

أهميته:

ومما يدلّ على أهمية هذا العلم من علوم الكتاب العزيز، وعظيم شأنه؛ اعتناء العلماء به وتأليفهم فيه، نذكر منهم:

1- قتادة بن دعامة السدوسي، وهو تابعي متوفى سنة (188 هـ).

2- أبو عبيد القاسم بن سلّام، المتوفى سنة (223 هـ).

3- أبو داود السجستاني، المتوفى سنة (275 هـ).

4- مكي بن أبي طالب، المتوفى سنة (313 هـ).

5- أبو جعفر النحّاس، المتوفى سنة (338 هـ).

6- هبة الله بن سلام، المتوفى سنة (410 هـ).

7- ابن العربي، صاحب كتاب (أحكام القرآن) المتوفى سنة (546 هـ).

8- ابن الجوزي المتوفى سنة (597 هـ).

.الفصل الثاني (وقوع النسخ في القرآن- أنواعه):

.1- وقوع النسخ في القرآن الكريم:

لقد ثبت عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين القول بوقوع النسخ في القرآن الكريم، ولذلك قالوا: لا يجوز

لأحد أن يفسّر كتاب الله تعالى إلا بعد أن يعرف الناسخ منه والمنسوخ، ولم يقبلوا قول من جهل النسخ فيه أو أنكره، بل شدّدوا

النكير عليه.

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر رضي الله عنه: أقرؤنا أبيّ، وأقضانا عليّ، وإنا لندع من قول

أبيّ، وذاك أن أبيّا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد قال الله تعالى: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ

نُنْسِها} [البقرة: 106].

فهذا الحديث يدلّ على أن عمر رضي الله عنه استدلّ بالآية على وقوع النسخ في القرآن، وأنه ينكر على أبيّ رضي الله عنه

عدم تركه شيئا سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وروي أن عليّا رضي الله عنه مرّ على قاض فقال له: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا. قال عليّ رضي الله عنه: هلكت

وأهلكت.

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} [البقرة: 269]

قال: ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره وحرامه وحلاله.

فهذه النقول وغيرها الكثير تثبت القول بوقوع النسخ في القرآن الكريم، وإليك بعض الأمثلة التي وقع فيها النسخ فعلا:

1- قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}

[البقرة: 180]


عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 15, 2013 4:52 am عدل 5 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن      الناسخ والمنسوخ في القرآن  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 15, 2013 4:29 am

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Oo11



فالآية تفيد وجوب الوصية على من حضرته الوفاة وله من يوصى له من الوالدين أو الأقربين. والجمهور على أن حكم هذه

الآية منسوخ بآيات المواريث التي بيّنت لكل من الوالدين والأقربين حقّه ونصيبه من الميراث.

2- قوله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى

يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} [النساء: 15].

فالآية تدلّ على أن عقوبة من ثبت زناها الحبس في البيوت حتى الموت، وقد كان الحكم كذلك في ابتداء الإسلام، حتى نسخ

بوجوب الجلد بقوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ

تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2].

والجلد الثابت في الآية بالنسبة للبكر رجلا كان أو امرأة، وأما المحصن من كل منهما فالعقوبة هي الرجم والتي ثبتت بأدلة

أخرى.

3- قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ

اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المجادلة: 12].

فقد كان واجبا على الواجد أن يتصدّق بصدقة قبل أن يخاطب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ

أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ

بِما تَعْمَلُونَ} [المجادلة: 13].

ويروى عن عليّ رضي الله عنه أنه ما عمل بها غيره، وأنها لم تكن إلا ساعة من نهار.

.2- أنواع النسخ في القرآن:

والمراد أنواع النسخ من حيث رفع الحكم أو التلاوة أو رفعهما معا، وهو على هذا ثلاثة أنواع:


.النوع الأول:

نسخ التلاوة والحكم معا، وذلك بأن يبطل العمل بالحكم الثابت بالنص، إلى جانب حذف النص من القرآن، وعدم إعطائه حكم

التلاوة من حيث صحة الصلاة به والتعبد بتلاوته، وبالتالي عدم إثباته في المصحف حين جمع القرآن.

ومثال هذا النوع: ما رواه مسلم وأصحاب السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن: (عشر رضعات

معلومات يحرمن، فنسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهنّ فيما يقرأ من القرآن).

فمن الواضح في هذا المثال أن الحكم، وهو التحريم بعشر رضعات معلومات، منسوخ. وكذلك هذه الآية منسوخة التلاوة، ولذا

لم يكتبها الصحابة رضي الله عنهم في المصحف حين جمعوا القرآن. والمراد بقولها: «وهن مما يقرأ من القرآن» أن التلاوة

قد نسخت ولم يبلغ ذلك كلّ الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتوفي وبعض الناس يقرؤها.


عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 15, 2013 4:47 am عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
Admin
Admin



المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 09/11/2013

  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الناسخ والمنسوخ في القرآن      الناسخ والمنسوخ في القرآن  Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 15, 2013 4:38 am


  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Oo10
.

.النوع الثاني:

نسخ الحكم فقط وبقاء التلاوة، أي إنه يبطل العمل بالحكم الثابت بالنص، مع بقاء النص مما يتلى من القرآن ويتعبّد بتلاوته، ويثبت بين دفتي المصحف.

ومثال هذا النوع: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ} [البقرة: 240]. فإن هذه الآية مثبتة

في المصحف، وتلاوتها متواترة على أنها قرآن يتعبد بتلاوتها وتصحّ بها الصلاة، مع أن الحكم الثابت بها، وهو وجوب التربّص حولا كاملا لمن توفي عنها

زوجها، منسوخ بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} [البقرة: 234].

فقد أوجبت على المتوفى عنها زوجها أن تعتدّ أربعة أشهر وعشرة أيام، وقد ثبت أنها متأخرة بالنزول عن الأولى، فدلّ ذلك على أن حكم الأولى منسوخ،

وإن بقيت تلاوتها.

.النوع الثالث:

نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، أي إن الحكم الثابت بالنص يبقى العمل به ثابتا ومستمرا، وإنما يجرّد النص عما يثبت للقرآن المتلو من أحكام، كالتعبّد بتلاوته

وصحة الصلاة به وغير ذلك، ولا يثبت في المصحف.

ومثال هذا النوع: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب وصحّحه ابن حبّان، عن أبيّ بن كعب، رضي الله عنهما، أنهما قالا: كان فيما

أنزل من القرآن (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم).

والمراد بالشيخ والشيخة الثّيّب من الرجال والنساء، وهذا الحكم، وهو رجم الثّيّب من الرجال والنساء إذا زنى ثابت ومحكم ومعمول به. علما بأن هذه الآية

لم يبق لها وجود بين دفتي المصحف ولا على ألسنة القراء، ولا تجوز بها الصلاة، ولا يتعبّد بتلاوتها.

فائدة:

بالغ بعض الكتّاب ممن تصدوا لدراسة الناسخ والمنسوخ، فعدّوا أيّ زيادة للبيان أو التقييد تجيء في إحدى الآيات؛ ناسخة للآية التي ورد فيها الحكم بلفظ

العموم أو الإطلاق، ورفض علماء الأصول اعتداد هذا نسخا، واعتبروا بيان العموم أو تقييد المطلق من قبيل التفصيلات التي توضّح الحكم. ويذكر

الزركشي أمثلة عن مغالاة بعض العلماء في القول بفكرة النسخ، فيقول: ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله بن سلّام الضرير: أنه قال في قوله تعالى:

{وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} [الإنسان: 8]. منسوخ من هذه الجملة وَأَسِيراً والمراد بذلك أسير المشركين، فقرئ الكتاب عليه

وابنته تسمع، فلما انتهى إلى هذا الموضع قالت: أخطأت يا أبت! في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية؟! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم

ولا يقتل جوعا! والحقّ أنّ النسخ لابد فيه من نقل صحيح وصريح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو عن صحابي يقول: آية كذا نسخت آية كذا. أو

يحكم به عند وجود التعارض المقطوع به، مع علم التاريخ؛ ليعرف المتقدم والمتأخر.

والأصل في الآيات القرآنية كلها الإحكام لا النسخ، وقد حصر العلماء القول بالنسخ في آيات معدودة، حدّدها السيوطي بتسع عشرة آية.


  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Uuoooo10


  الناسخ والمنسوخ في القرآن  Images14

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabi3qalbi77.forumegypt.net
 
الناسخ والمنسوخ في القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل تعلم القرآن
» إحصاءات عن القرآن
» فضل القرآن وبعض سوره
» : فضيلة تلاوة القرآن الكريم وحملته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
للَّهُمُّ اِجْعَلْ الْقِرَانَ الْعَظِيمَ رَبِيعُ قَلُوبُنَا وَنُورُ صُدُورُنَا :: الناسخ والمنسوخ-
انتقل الى: